فصل: تفسير الآية رقم (30):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآية رقم (30):

{إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)}
ثم سلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يرهقه من الإضافة، بأنّ ذلك ليس لهوان منك عليه، ولا لبخل به عليك ولكن لأنّ مشيئته في بسط الأرزاق وقدرها تابعة للحكمة والمصلحة. ويجوز أن يريد أن البسط والقبض إنما هما من أمر الله الذي الخزائن في يده، فأما العبيد فعليهم أن يقتصدوا. ويحتمل أنه عزّ وعلا بسط لعباده أو قبض، فإنه يراعي أوسط الحالين، لا يبلغ بالمبسوط له غاية مراده، ولا بالمقبوض عليه أقصى مكروهه، فاستنوا بسنته.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)}
قتلهم أولادهم: هو وأدهم بناتهم، كانوا يئدونهنّ خشية الفاقة وهي الاملاق، فنهاهم الله وضمن لهم أرزاقهم. وقرئ {خشية} بكسر الخاء. وقرئ: {خطأ} وهو الإثم. يقال: خطيء خطأ، كاثم إثماً، وخطأ وهو ضدّ الصواب، اسم من أخطأ.
وقيل والخطأ كالحذر والحذر، وخطاء بالكسر والمدّ. وخطاء بالفتح والمد. وخطا بالفتح والسكون.
وعن الحسن: خطأ بالفتح وحذف الهمزة كالخب.
وعن أبي رجاء: بكسر الخاء غير مهموز.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}
{فاحشة} قبيحة زائدة على حد القبح {وَسَاء سَبِيلاً} وبئس طريقاً طريقة، وهو أن تغصب على غيرك امرأته أو أخته أو بنته من غير سبب، والسبب ممكن وهو الصهر الذي شرعه الله.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)}
{إِلاَّ بالحق} إلا بإحدى ثلاث: إلا بأن تكفر، أو تقتل مؤمناً عمداً، أو تزني بعد إحصان. {مَظْلُومًا} غير راكب واحدة منهنّ {لِوَلِيّهِ} الذي بينه وبينه قرابة توجب المطالبة بدمه، فإن لم يكن له ولي فالسلطان وليه {سلطانا} تسلطا على القاتل في الاقتصاص منه. أو حجة يثب بها عليه {فَلاَ يُسْرِف} الضمير للولي. أي: فلا يقتل غير القاتل، ولا اثنين والقاتل واحد، كعادة الجاهلية: كان إذا قتل منهم واحد قتلوا به جماعة، حتى قال مهلهل حين قتل بجير بن الحارث بن عباد: بؤبشسع نعل كليب وقال:
كُلُّ قَتِيلٍ فِي كُلَيْبٍ غُرَّهْ ** حَتَّى يَنَالَ الْقَتْلُ آلَ مُرَّهْ

وكانوا يقتلون غير القاتل إذا لم يكن بواء. وقيل: الإسراف المثلة.
وقرأ أبو مسلم صاحب الدولة: {فلا يسرف}، بالرفع على أنه خبر في معنى الأمر. وفيه مبالغة ليست في الأمر.
وعن مجاهد: أنّ الضمير للقاتل الأوّل. وقرئ: {فلا تسرف} على خطاب الولي أو قاتل المظلوم. وفي قراءة أبيّ {فلا تسرفوا} ردّه على: ولا تقتلوا {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} الضمير إمّا للولي، يعني حسبه أنّ الله قد نصره بأن أوجب له القصاص فلا يستزد على ذلك، وبأنّ الله قد نصره بمعونة السلطان وبإظهار المؤمنين على استيفاء الحق، فلا يبغ ما وراء حقه. وإمّا للمظلوم؛ لأنّ الله ناصره وحيث أوجب القصاص بقتله، وينصره في الآخرة بالثواب. وإما الذي يقتله الولي بغير حق ويسرف في قتله، فإنه منصور بإيجاب القصاص على المسرف.

.تفسير الآية رقم (34):

{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)}
{بالتى هِىَ أَحْسَنُ} بالخصلة أو الطريقة التي هي أحسن، وهي حفظه عليه وتثميره {إِنَّ العهد كَانَ مَّسْئُولاً} أي مطلوباً يطلب من المعاهد أن لا يضيعه ويفي به، ويجوز أن يكون تخييلا، كأنه يقال للعهد: لم نكثت؟ وهلا وفي بك؟ تبكيتاً للناكث، كما يقال للموؤدة: بأي ذنب قتلت؟ ويجوز أن يراد أنّ صاحب العهد كان مسئولاً.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)}
وقرئ {بالقسطاس} بالضم والكسر، وهو القرسطون. وقيل: كل ميزان صغر أو كبر من موازين الدراهم وغيرها {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} وأحسن عاقبة، وهو تفعيل، من آل إذا رجع، وهو ما يؤول إليه.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
{وَلاَ تَقْفُ} ولا تتبع. وقرئ {ولا تقف}. يقال: قفا أثره وقافه، ومنه: القافة، يعني: ولا تكن في اتباعك ما لا علم لك به من قول أو فعل، كمن يتبع مسلكاً لا يدري أنه يوصله إلى مقصده فهو ضال. والمراد: النهي عن أن يقول الرجل ما لا يعلم، وأن يعمل بما لا يعلم، ويدخل فيه النهي عن التقليد دخولاً ظاهراً. لأنه اتباع لما لا يعلم صحته من فساده.
وعن ابن الحنفية: شهادة الزور وعن الحسن: لا تقف أخاك المسلم إذا مرّ بك، فتقول: هذا يفعل كذا، ورأيته يفعل، وسمعته، ولم تر ولم تسمع. وقيل: القفو شبيه بالعضيهة ومنه الحديث: «من قفى مؤمناً بما ليس فيه حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج» وأنشد:
وَمِثْلُ الدُّمَى شم الْعَرَانِينِ سَاكِن ** بَهِنَّ الحَيَاءُ لاَ يُشِعْنَ التَّقَافِيَا

أي التقاذف. وقال الكميت:
وَلاَ أرْمِي البَرِيَّ بِغَيْرِ ذَنْب ** وَلاَ أقْفُو الحَوَاصِنَ إنْ قُفِينَا

وقد استدل به مبطل الاجتهاد ولم يصح؛ لأنّ ذلك نوع من العلم، فقد أقام الشرع غالب الظن مقام العلم، وأمر بالعمل به {أولئك} إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد، كقوله:
وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُوَلئِكَ الأَيَّامِ

و{عَنْهُ} في موضع الرفع بالفاعلية، أي: كل واحد منها كان مسؤلاً عنه، فمسئول: مسند إلى الجار والمجرور، كالمغضوب في قوله {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] يقال للإنسان: لم سمعت ما لم يحل لك سماعه؛ ولم نظرت إلى ما لم يحل لك النظر إليه، ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه؟ وقرئ {والفواد} بفتح الفاء والواو، قلبت الهمزة واواً بعد الضمة في الفؤاد، ثم استصحب القلب مع الفتح.

.تفسير الآيات (37- 38):

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)}
{مَرَحاً} حال، أي: ذا مرح. وقرئ {مرحا} وفضل الأخفش المصدر على اسم الفاعل لما فيه من التأكيد {لَن تَخْرِقَ الأرض} لن تجعل فيها خرقاً بدوسك لها وشدّة وطأتك. وقرئ {لن تخرُق}، بضم الراء {وَلَن تَبْلُغَ الجبال طُولاً} بتطاولك. وهو تهكم بالمختال. قرئ {سيئة} و {سيئه} على إضافة سيء إلى ضمير كل، وسيئاً في بعض المصاحف، وسيئات. وفي قراءة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. كان شأنه.
فإن قلت: كيف قيل سيئه مع قوله مكروهاً؟ قلت: السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات، فلا اعتبار بتأنيثه. ولا فرق بين من قرأ سيئة وسيئاً. ألا تراك تقول: الزنا سيئة، كما تقول: السرقة سيئة، فلا تفرق بين إسنادها إلى مذكر ومؤنث.
فإن قلت: فما ذكر من الخصال بعضها سيء وبعضها حسن، ولذلك قرأ من قرأ {سيئه} بالإضافة، فما وجه من قرأ سيئة؟ قلت: كل ذلك إحاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة.

.تفسير الآية رقم (39):

{ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)}
{ذلك} إشارة إلى ما تقدم من قوله {لاَّ تَجْعَل مَعَ الله إلها ءاخَرَ} [الإسراء: 22] إلى هذه الغاية. وسماه حكمة لأنه كلام محكم لا مدخل فيه للفساد بوجه.
وعن ابن عباس: هذه الثماني عشرة آية كانت في ألواح موسى، أوّلها؛ لا تجعل مع الله إلها آخر، قال الله تعالى {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألواح مِن كُلّ شَيْء مَّوْعِظَةً} [الأعراف: 145] وهي عشر آيات في التوراة، ولقد جعل الله فاتحتها وخاتمتها النهي عن الشرك؛ لأن التوحيد هو رأس كل حكمة وملاكها، ومن عدمه لم تنفعه حكمه وعلومه وإن بذ فيها الحكماء. وحك بيافوخه السماء، وما أغنت عن الفلاسفة أسفار الحكم، وهم عن دين الله أضل من النعم.

.تفسير الآية رقم (40):

{أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40)}
{أفأصفاكم} خطاب للذين قالوا {الملائكة بَنَات الله} والهمزة للإنكار. يعني: أفخصكم ربكم على وجه الخلوص والصفاء بأفضل الأولاد وهم البنون، لم يجعل فيهم نصيباً لنفسه. واتخذ أدونهم وهي البنات؟ وهذا خلاف الحكمة وما عليه معقولكم وعادتكم، فإن العبيد لا يؤثرون بأجود الأشياء وأصفاها من الشوب، ويكون أردؤها وأدونها للسادات {إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا} بإضافتكم إليه الأولاد وهي خاصة بالأجسام، ثم بأنكم تفضلون عليه أنفسكم حيث تجعلون له ما تكرهون، ثم بأن تجعلوا الملائكة وهم أعلى خلق الله وأشرفهم أدون خلق الله وهم الإناث.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41)}
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هذا القرءان} يجوز أن يريد بهذا القرآن إبطال إضافتهم إلى الله البنات؛ لأنه مما صرفه وكرّر ذكره، والمعنى: ولقد صرفنا القول في هذا المعنى. أو أوقعنا التصريف فيه وجعلناه مكانا للتكرير. ويجوز أن يشير بهذا القرآن إلى التنزيل ويريد. ولقد صرفناه. يعني هذا المعنى في مواضع من التنزيل، فترك الضمير لأنه معلوم. وقرئ: {صرفنا} بالتخفيف وكذلك {لّيَذْكُرُواْ} قرئ (مشدّداً ومخففاً)، أي: كررناه ليتعظوا ويعتبروا ويطمئنوا إلى ما يحتج به عليهم {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} عن الحق وقلة طمأنينة إليه.
وعن سفيان: كان إذا قرأها قال: زادني لك خضوعاً ما زاد أعداءك نفوراً.

.تفسير الآيات (42- 43):

{قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)}
قرئ {كما تقولون} بالتاء والياء. و{إِذَا} دالة على أن ما بعدها وهو {لاَّبْتَغَوْاْ} جواب عن مقالة المشركين وجزاء ل (لو) ومعنى {لاَّبْتَغَوْاْ إلى ذِى العرش سَبِيلاً} لطلبوا إلى من له الملك والربوبية سبيلاً بالمغالبة كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض، كقوله {لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةٌ إِلاَّ الله لفسدتا} [الأنبياء: 22] وقيل: لتقرّبوا إليه، كقوله {أولئك الذين يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبّهِمُ الوسيلة} [الإسراء: 57]. {عَلَوْاْ} في معنى تعالياً. والمراد البراءة عن ذلك والنزاهة. ومعنى وصف العلوّ بالكبر: المبالغة في معنى البراءة والبعد مما وصفوه به.

.تفسير الآية رقم (44):

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)}
والمراد أنها تسبح له بلسان الحال، حيث تدل على الصانع وعلى قدرته وحكمته، فكأنها تنطق بذلك، وكأنها تنزه الله عز وجلّ مما لا يجوز عليه من الشركاء وغيرها.
فإن قلت: فما تصنع بقوله {ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} وهذا التسبيح مفقوه معلوم؟ قلت: الخطاب للمشركين، وهم وإن كانوا إذا سئلوا عن خالق السموات والأرض قالوا: الله؛ إلا أنهم لما جعلوا معه آلهة مع إقرارهم، فكأنهم لم ينظروا ولم يقرّوا؛ لأنّ نتيجة النظر الصحيح والإقرار الثابت خلاف ما كانوا عليه، فإذا لم يفقهوا التسبيح ولم يستوضحوا الدلالة على الخالق.
فإن قلت: من فيهنّ يسبحون على الحقيقة وهم الملائكة والثقلان، وقد عطفوا على السموات والأرض، فما وجهه؟ قلت: التسبيح المجازي حاصل في الجميع فوجب الحمل عليه، وإلا كانت الكلمة الواحدة في حالة واحدة محمولة عل الحقيقة والمجاز {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} حين لا يعاجلكم بالعقوبة على غفلتكم وسوء نظركم وجهلكم بالتسبيح وشرككم.